"زواج البدل"
زواج البدل هو:
زواج يتم بالمقايضة أو بـ"المبادلة"؟! أو بمعنى أدق أن يتزوج رجل من امرأة ما ويعطي شقيقته أو ابنته لولي أمر زوجته (والدها أو شقيقها) بدلا منها.
وهو موجود فعليًّا في العديد من المجتمعات العربية، وينتشر بشكل واسع حتى أصبح يمثل ظاهرة حقيقية يعاني منها المجتمع الفلسطيني.
زواج البدل ليس ظاهرة مستحدثة داخل الشعب الفلسطيني، بل هو عادة متوارثة سببها الظروف المعيشية الصعبة والحرص على التماسك الاجتماعي في مواجهة الاحتلال، مما دفع الفلسطينيين إلى البحث عن خطوات فعّالة لتحقيق الترابط المجتمعي بالتوسع في علاقات المصاهرة والزواج فيما بينهم.
وبالرغم من مزايا ذلك الزواج فإن عيوبه ومساوئه تتجاوز حسناته بكثير، فقد كشفت التجربة فشل الكثير من الزيجات التي تمت تحت هذا المسمى، حيث أصبح ذلك الزواج بمثابة لغم مؤقت قد ينفجر في أي وقت ليطيح بعلاقات الزواج المتشابكة، وقد يدمر أسرة سعيدة هانئة ذنبها أنها أحد أطراف هذا الزواج.
** إيجابيات وسلبيات زواج البدل ترصدها آراء فلسطينيات خضن التجربة وعشن تفاصيلها:-
تحكي "نهى.م" -إحدى الفلسطينيات اللاتي تزوجن بتلك الطريقة: "بسبب وضع العائلة الاقتصادي الذي لم يمكن أهلي من تزويج أخي، اتفق والدي مع عمي على تزويج أخي من ابنته مقابل زواجي من ابنه"، وقد تم وضع مهر لكل منا (أي أنا وابنة عمي) وصل إلى ألف دينار أردني (الدينار= 1.5 دولار تقريبًا) مقدما وألف مؤخرا على عقد الزواج، ولكن في الحقيقة لم أتسلم أنا وزوجة أخي أي مبلغ، بل كان هذا المبلغ صوريًّا على عقد الزواج".
وتضيف: "عشرون سنة مرت على زواجنا ومع هذا فما زلت متذكرة كيف تم ذلك الزواج؟ فقد كنت أنزل إلى السوق مع أمي وحماتي وزوجة أخي ونشتري كسوتنا متشابهة الثمن والكمية أيضًا، وكذلك الذهب، فكلما اشترت إحدانا شيئًا تقوم الأخرى بشراء مثله، وفي يوم العرس قمنا بعمل حفل زفاف مشترك في كل شيء".
"فقد أحضروا لنا المأذون نفسه، وكانت لنا نفس غرف النوم تقريبًا، وكان الشيء الذي ينقصني ينقص زوجة أخي، إضافة إلى النظرة الساخرة إلينا على أننا أشبه بسلعتين نباع ونشترى".
وتتحدث "نهى.م" عن المشكلات التي نتجت بسبب هذا الزواج: "نعم كان هناك مشاكل وخصوصًا في بداية الزواج, حيث كانت زوجة أخي تتردد كثيرًا على بيت أهلها ولا يمنعها أخي من ذلك, وإذا طلبت من زوجي زيارة أهلي مثلها يغضب ويثور ويمنعني, ويقول كل إنسان حر في تصرفاته.
وفي إحدى المرات أكثرت من الإلحاح عليه للذهاب إلى بيت أهلي فقام بضربي فذهبت إلى بيت أهلي, وعندما علموا بما حصل لي قرّر أخي طرد زوجته من البيت فذهبت إلى بيت أهلها على الرغم من عدم وجود مشاكل بينها وبين أخي, وبقيت في بيت أهلها حتى تدخل أهل الإصلاح وعادت كل منا إلى بيتها, وكنا في كل المواقف نتعرض للمقارنة والمحاسبة".
وترى "نهى.م" أن المشاكل التي واجهتها السبب الرئيسي لها هو زواج البدل، ومن أجل ذلك فهي ترفض وبشكل قاطع أن تزوج إحدى بناتها بهذه الطريقة مهما كانت الأسباب والظروف "ولو بقين طيلة حياتهن بلا زواج".
** أسعد امرأة في العالم
أما "س" فقد تزوجت زواج بدل وعندها خمسة عشر ربيعًا، وهي ترى أن زواج البدل له ميزات وعيوب في نفس الوقت، "فمن مميزاته توفير تكاليف الزواج, وتقوية الرابطة بين العائلات إذا كانت العلاقة طيبة بينهما, ومن مساوئه حرمان المرأة من حقها الشرعي في المهر". وتضيف "س" "كانت حياتي وما زالت في غاية التفاهم مع زوجي وأهله، ولكن ما كان يكدر صفو معيشتنا حدوث المشاكل بين أخي وزوجته، مما جعلني أتعرض لبعض الضغوط والمضايقات؛ فينعكس هذا على حياتي مع زوجي؛ لذا أرى أن زواج البدل يزيد من المشاكل الزوجية والأسرية، فلو لم يكن بيننا زواج لكنت أسعد امرأة في العالم، وأنا أعرف صديقة لي طلقها زوجها؛ لأن أخاها طلّق أخته، وكان هذا بإجبار من أهله، فكم تعاني هي وزوجها من ألم الفراق".
زواج البدل هو:
زواج يتم بالمقايضة أو بـ"المبادلة"؟! أو بمعنى أدق أن يتزوج رجل من امرأة ما ويعطي شقيقته أو ابنته لولي أمر زوجته (والدها أو شقيقها) بدلا منها.
وهو موجود فعليًّا في العديد من المجتمعات العربية، وينتشر بشكل واسع حتى أصبح يمثل ظاهرة حقيقية يعاني منها المجتمع الفلسطيني.
زواج البدل ليس ظاهرة مستحدثة داخل الشعب الفلسطيني، بل هو عادة متوارثة سببها الظروف المعيشية الصعبة والحرص على التماسك الاجتماعي في مواجهة الاحتلال، مما دفع الفلسطينيين إلى البحث عن خطوات فعّالة لتحقيق الترابط المجتمعي بالتوسع في علاقات المصاهرة والزواج فيما بينهم.
وبالرغم من مزايا ذلك الزواج فإن عيوبه ومساوئه تتجاوز حسناته بكثير، فقد كشفت التجربة فشل الكثير من الزيجات التي تمت تحت هذا المسمى، حيث أصبح ذلك الزواج بمثابة لغم مؤقت قد ينفجر في أي وقت ليطيح بعلاقات الزواج المتشابكة، وقد يدمر أسرة سعيدة هانئة ذنبها أنها أحد أطراف هذا الزواج.
** إيجابيات وسلبيات زواج البدل ترصدها آراء فلسطينيات خضن التجربة وعشن تفاصيلها:-
تحكي "نهى.م" -إحدى الفلسطينيات اللاتي تزوجن بتلك الطريقة: "بسبب وضع العائلة الاقتصادي الذي لم يمكن أهلي من تزويج أخي، اتفق والدي مع عمي على تزويج أخي من ابنته مقابل زواجي من ابنه"، وقد تم وضع مهر لكل منا (أي أنا وابنة عمي) وصل إلى ألف دينار أردني (الدينار= 1.5 دولار تقريبًا) مقدما وألف مؤخرا على عقد الزواج، ولكن في الحقيقة لم أتسلم أنا وزوجة أخي أي مبلغ، بل كان هذا المبلغ صوريًّا على عقد الزواج".
وتضيف: "عشرون سنة مرت على زواجنا ومع هذا فما زلت متذكرة كيف تم ذلك الزواج؟ فقد كنت أنزل إلى السوق مع أمي وحماتي وزوجة أخي ونشتري كسوتنا متشابهة الثمن والكمية أيضًا، وكذلك الذهب، فكلما اشترت إحدانا شيئًا تقوم الأخرى بشراء مثله، وفي يوم العرس قمنا بعمل حفل زفاف مشترك في كل شيء".
"فقد أحضروا لنا المأذون نفسه، وكانت لنا نفس غرف النوم تقريبًا، وكان الشيء الذي ينقصني ينقص زوجة أخي، إضافة إلى النظرة الساخرة إلينا على أننا أشبه بسلعتين نباع ونشترى".
وتتحدث "نهى.م" عن المشكلات التي نتجت بسبب هذا الزواج: "نعم كان هناك مشاكل وخصوصًا في بداية الزواج, حيث كانت زوجة أخي تتردد كثيرًا على بيت أهلها ولا يمنعها أخي من ذلك, وإذا طلبت من زوجي زيارة أهلي مثلها يغضب ويثور ويمنعني, ويقول كل إنسان حر في تصرفاته.
وفي إحدى المرات أكثرت من الإلحاح عليه للذهاب إلى بيت أهلي فقام بضربي فذهبت إلى بيت أهلي, وعندما علموا بما حصل لي قرّر أخي طرد زوجته من البيت فذهبت إلى بيت أهلها على الرغم من عدم وجود مشاكل بينها وبين أخي, وبقيت في بيت أهلها حتى تدخل أهل الإصلاح وعادت كل منا إلى بيتها, وكنا في كل المواقف نتعرض للمقارنة والمحاسبة".
وترى "نهى.م" أن المشاكل التي واجهتها السبب الرئيسي لها هو زواج البدل، ومن أجل ذلك فهي ترفض وبشكل قاطع أن تزوج إحدى بناتها بهذه الطريقة مهما كانت الأسباب والظروف "ولو بقين طيلة حياتهن بلا زواج".
** أسعد امرأة في العالم
أما "س" فقد تزوجت زواج بدل وعندها خمسة عشر ربيعًا، وهي ترى أن زواج البدل له ميزات وعيوب في نفس الوقت، "فمن مميزاته توفير تكاليف الزواج, وتقوية الرابطة بين العائلات إذا كانت العلاقة طيبة بينهما, ومن مساوئه حرمان المرأة من حقها الشرعي في المهر". وتضيف "س" "كانت حياتي وما زالت في غاية التفاهم مع زوجي وأهله، ولكن ما كان يكدر صفو معيشتنا حدوث المشاكل بين أخي وزوجته، مما جعلني أتعرض لبعض الضغوط والمضايقات؛ فينعكس هذا على حياتي مع زوجي؛ لذا أرى أن زواج البدل يزيد من المشاكل الزوجية والأسرية، فلو لم يكن بيننا زواج لكنت أسعد امرأة في العالم، وأنا أعرف صديقة لي طلقها زوجها؛ لأن أخاها طلّق أخته، وكان هذا بإجبار من أهله، فكم تعاني هي وزوجها من ألم الفراق".