عفـــواً "أبـو عـرب" ... نسـوك لأنهـم منتصـرون
هذه المقالة بعث بها الأستاذ هشام عارف موعد (أبو عارف) إلى موقع مؤسسة فلسطين للثقافة قبل وفاته بساعات نثبتها كما هي، وكان قد جرى الاتفاق معه قبل ذلك بيومين على إدراج تخصص التراث الشعبي الفلسطيني في مواد الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية التي تشارك المؤسسة في رعايتها.
بقلم: هشام عارف الموعد
عفواً أبو عرب... لم نقرأ التاريخ ... لم نقيم الآخرين لكي نقيم أنفسنا لأننا كذلك أصبحنا من الماضي.
لم نحترم نضال وتجارب الآخرين .... جهدهم..... عشقهم للوطن.... تضحياتهم من أجل العودة إلى فلسطين.
عفواً أبو عرب..... كبرت وكبرت معي أحلامي في العودة إلى قريتي صفورية من خلال صوت الشاعر يوسف الخطيب وصوت المنادي لرافعي العلم العربي فوق سماء يافا وقمة الكرمل وصوت المذيع داود يعقوب وسنديانة فلسطين الشاعر أبو سلمى والشاعر يوسف علي الحسون والحداء حمد موعد والشاعر والحداء أبو سعيد الحطيني والشاعر والقوّيل فرحان سلام وصوت يرغول أبو تنها والصوت الحي لأبي عرب شاعر فلسطين وصوته المجلجل والمقاوم في كل مناسبة وبلد. يغني الأوف.. العتابا والميجنا.. وأبو الزلف.
عرفت الوطن أحببته من خلال صوت أبو عرب شاعر الثورة... عرفت زهرة الطيون والزعتر والسريس.... واغاني الحراث والحصاد والدراس وصوت المجوز واليرغول وشبابة الراعي..... والاوف تملأ الوديان وتغطي السهول وتتنقل على رؤوس الجبال..... ورائحة الحبق والريحان والياسمين وأزهار النرجس والبرقوق تغطي السهول إنها سجادة طبيعية خلقت من اجل تلوين الطبيعة وإدخال البهجة إلى نفس الإنسان الفلسطيني إنها قدرة الله...... سمعتك تتغنى بشموخ السنديان وجذور الزيتون والتين والرمان والصبار والسهر تحت الدوالي وعن الوطن والحنين والغربة والقرية وأهلها... أعراسها أفراحها....أحزانها ... وعن مشاركة أهل القرية ... شوارعها بيوتها ..بيادرها ... بساتينها... بيوتها وحواكيرها ... ينابيعها ...أهلها... وعن ليالي السهر والسمر و حكايا الجدات و قصص البطولة والجود والكرم والمضافة والمنزول والشيخ والزعيم والمختار... والدخيل والطنيب وعن الإصلاح وعقد الراية وقضاء حاجات الناس وعن العزائم والولائم وفرح الأطفال وصبر النساء وتضحيتها والقهوة العربية والهيل عن الفداء والبطولة والشهادة.. وعن الفزعة والجهاد والنسوة اللواتي باعوا مصاغهم لشراء بندقية وعن المجاهدين الذين باعوا دوابهم ومواشيهم من أجل الدفاع عن الوطن لقد ضحوا بأهم وأغلى ما لديهم وهو حسب قوله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)...
عفواً أبو عرب لم يعرف البعض إنك ثائر ومناضل وابن ثائر منذ أن دخلت بريطانيا محتلة لفلسطين .. حتى يوم استشهاده وإنك أب لشهيد ترك عمله مهندساً ليقوم بعملية استشهادية ضد قوات العدو الصهيوني في الجنوب اللبناني عام 1982 لقد جمعت الشرف فأنت مجاهد وابن شهيد وأب لشهيد.
عفواً أبو عرب لقد عرفوك بعد أن تجاوزت 70 عاماً ولم يعلموا أن زمانك كله تضحية وفداء تصوروا أن أيام الفلسطيني يوم ميلادهم أو يوم احتفالهم أو يوم انطلاقتهم وإن لكل زمان دولة ورجال هكذا أصبح مفهوم بعض الفلسطينيين ولكنهم لم يعرفوا أن زمانكم أفضل من زماننا وجهادكم أصدق من جهادنا لأنكم جاهدتم بأموالكم وأنفسكم وأولادكم.
عفواً... أبو عرب... لم يسمعوا بقرية الشجرة ومعاركها وكيف دافع أهلها عنها والمعارك التي خاضوها ضد (الاحتلال البريطاني واليهودي) والفزعات القادمة للدفاع عنها من صفورية ولوبية وحطين وكل القرى الفلسطينية.
لم يسمعوا بقوات الجهاد المقدس وكم عدد الشهداء والجرحى والانتصارات التي تمت ولم يسمعوا بأن والدك من أوائل الشهداء في ثورة عام 1936 م وخلال معارك ضارية مع القوات البريطانية فحملت صوتك إلى كل دول العالم لتعلن للعالم أن فلسطين عربية وستبقى عربية ورفعت راية الجهاد والتضحية في سبيل الوطن وناضلت في الكلمة والبندقية وصوت الحق لم يعلموا أنك أول من غنى للثورة ولإذاعة صوت فلسطين في القاهرة ودمشق وإنك أسست فرقة الشهيد ناجي العلي للفنون الشعبية وهو ابن خالتك لكي تحيي ذكراه وكونه العاشق والمحب لفلسطين.
عفواً... أبوعرب... اسمح لي أن أقول مهما علوا وتكبروا وتجبروا وحاولوا إذلالنا لن يستطيعوا لأنهم يعرفوا أن كرامتنا جبلت من تراب الأرض التي تكونا منها في قرية الشجرة وصفورية وحطين وأم الفحم ولوبيا وكل قرية ومدينة من أرض فلسطين الغالية..
عفواً ... أبو عرب.. لقد تغير المفهوم وتغيرت الكلمات ومعها الشعارات واسم فلسطين واختصرت القضية بمعركة هنا ونصر هناك وفصيل هنا وآخر هناك وشطبنا من الخريطة السياسية وأصبحنا خارج الحلول التي يطرحها السياسيين وقادة الحروب التحريرية لقد تغيرت القيم ومستوى العلم ونوع الغناء والبكاء وأصبح تمايز بين الشهداء والجرحى والأسرى والمناطق والمواقع والقادة ومواليدهم وأصبح الكل يتمنى أن يسجل في (خانة واحدة) وأصبح يفتش عسى وعلى أن تكون أمة أو أحد أقربائها من هناك أو إحدى جيرانه أو أم جدته من هذه المدينة أو المنطقة لكي يصبح له حظوة ويكون من المقربين ويفوز بالنصر المبين ويعيش عيشة الراغدين ويصبح مسؤول ومعه تمويل وسيارة ويصرف على بيوت ويؤمن أولاده حتى لو أدركه الموت.
عفواً أبو عرب.... هذا زمن المحسوبية وليس زمن الحمية وصوت الحق والشعر والغناء الأصيل إنما هو زمن الخطاب هذا هو الأساس لو كنت في زمن عباس أو ابن فرناس قضيتنا عيبها في الأساس كل من جاء لعن ما قبله وضاع المناضل والمجاهد والمضحي وأصبح يعيش على فتات الموائد وينتظر رحمة مندوب أو شفقة من مسؤول.
عفواً أبو عرب... اسمع صوتك بعيداً عنهم ولا تقبل أن يكتموا صوت فلسطين فنحن لك من السامعين.
عفواً أبو عرب... لقد سبقتك إلى المنصة فرقة طرب وموشحات أصبح الغناء الشرعي هو الأساس فهو يمجد بالدعي والرعي والممول والمنظم والمتكلم... فما عليك إلا أن تصبر لأنك لفلسطين عاشق وكما قيل من الحب ما قتل.. نعم لقد حاولوا قتل الكلمة ولكنهم لم يستطيعوا أن يقتلوا إرادة الحق لديك لأنك تغني لفلسطين والعودة والقرية وأهلها لم يعرفوا أنك تكره التملق والتزلف وتمجيد الأشخاص والفصائل والقبائل تغني للشهيد والأسير والجريح وتغني لكل فلسطين دعهم لقد أصابتهمالفرحة واختلط الحابل بالنابل وضاعت الأصول فهل زمن الغربة سيطول .
هـــدي يـا بحر هدي ..... طولنــا فـــي غيبتنا
ودي ســلامــي ودي ... للأرض اللـــي ربتـنا
سلم لي عــا الزيتونـة ... ع أهلـــي اللي ربوني
.
بعـدا أمــــي الحنونه .... بتشمشــم بمخــدتـنا
سلـم لــم عـا بـلادي ...... تربة بيــي وأجــدادي
نعم أبوعرب سنعود إلى تربة أجدادنا وتعود لنا كرامتنا ويعود لنا حقنا فمهما طولنا المشوار راجعينلك يا ديرتنا.
عفواً...أبوعرب... ويا شعب فلسطين لقد نسوا من أنتم أنهم منتصرون.
فلنعمل معاً من أجل العودة إلى فلسطين..
هذه المقالة بعث بها الأستاذ هشام عارف موعد (أبو عارف) إلى موقع مؤسسة فلسطين للثقافة قبل وفاته بساعات نثبتها كما هي، وكان قد جرى الاتفاق معه قبل ذلك بيومين على إدراج تخصص التراث الشعبي الفلسطيني في مواد الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية التي تشارك المؤسسة في رعايتها.
بقلم: هشام عارف الموعد
عفواً أبو عرب... لم نقرأ التاريخ ... لم نقيم الآخرين لكي نقيم أنفسنا لأننا كذلك أصبحنا من الماضي.
لم نحترم نضال وتجارب الآخرين .... جهدهم..... عشقهم للوطن.... تضحياتهم من أجل العودة إلى فلسطين.
عفواً أبو عرب..... كبرت وكبرت معي أحلامي في العودة إلى قريتي صفورية من خلال صوت الشاعر يوسف الخطيب وصوت المنادي لرافعي العلم العربي فوق سماء يافا وقمة الكرمل وصوت المذيع داود يعقوب وسنديانة فلسطين الشاعر أبو سلمى والشاعر يوسف علي الحسون والحداء حمد موعد والشاعر والحداء أبو سعيد الحطيني والشاعر والقوّيل فرحان سلام وصوت يرغول أبو تنها والصوت الحي لأبي عرب شاعر فلسطين وصوته المجلجل والمقاوم في كل مناسبة وبلد. يغني الأوف.. العتابا والميجنا.. وأبو الزلف.
عرفت الوطن أحببته من خلال صوت أبو عرب شاعر الثورة... عرفت زهرة الطيون والزعتر والسريس.... واغاني الحراث والحصاد والدراس وصوت المجوز واليرغول وشبابة الراعي..... والاوف تملأ الوديان وتغطي السهول وتتنقل على رؤوس الجبال..... ورائحة الحبق والريحان والياسمين وأزهار النرجس والبرقوق تغطي السهول إنها سجادة طبيعية خلقت من اجل تلوين الطبيعة وإدخال البهجة إلى نفس الإنسان الفلسطيني إنها قدرة الله...... سمعتك تتغنى بشموخ السنديان وجذور الزيتون والتين والرمان والصبار والسهر تحت الدوالي وعن الوطن والحنين والغربة والقرية وأهلها... أعراسها أفراحها....أحزانها ... وعن مشاركة أهل القرية ... شوارعها بيوتها ..بيادرها ... بساتينها... بيوتها وحواكيرها ... ينابيعها ...أهلها... وعن ليالي السهر والسمر و حكايا الجدات و قصص البطولة والجود والكرم والمضافة والمنزول والشيخ والزعيم والمختار... والدخيل والطنيب وعن الإصلاح وعقد الراية وقضاء حاجات الناس وعن العزائم والولائم وفرح الأطفال وصبر النساء وتضحيتها والقهوة العربية والهيل عن الفداء والبطولة والشهادة.. وعن الفزعة والجهاد والنسوة اللواتي باعوا مصاغهم لشراء بندقية وعن المجاهدين الذين باعوا دوابهم ومواشيهم من أجل الدفاع عن الوطن لقد ضحوا بأهم وأغلى ما لديهم وهو حسب قوله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)...
عفواً أبو عرب لم يعرف البعض إنك ثائر ومناضل وابن ثائر منذ أن دخلت بريطانيا محتلة لفلسطين .. حتى يوم استشهاده وإنك أب لشهيد ترك عمله مهندساً ليقوم بعملية استشهادية ضد قوات العدو الصهيوني في الجنوب اللبناني عام 1982 لقد جمعت الشرف فأنت مجاهد وابن شهيد وأب لشهيد.
عفواً أبو عرب لقد عرفوك بعد أن تجاوزت 70 عاماً ولم يعلموا أن زمانك كله تضحية وفداء تصوروا أن أيام الفلسطيني يوم ميلادهم أو يوم احتفالهم أو يوم انطلاقتهم وإن لكل زمان دولة ورجال هكذا أصبح مفهوم بعض الفلسطينيين ولكنهم لم يعرفوا أن زمانكم أفضل من زماننا وجهادكم أصدق من جهادنا لأنكم جاهدتم بأموالكم وأنفسكم وأولادكم.
عفواً... أبو عرب... لم يسمعوا بقرية الشجرة ومعاركها وكيف دافع أهلها عنها والمعارك التي خاضوها ضد (الاحتلال البريطاني واليهودي) والفزعات القادمة للدفاع عنها من صفورية ولوبية وحطين وكل القرى الفلسطينية.
لم يسمعوا بقوات الجهاد المقدس وكم عدد الشهداء والجرحى والانتصارات التي تمت ولم يسمعوا بأن والدك من أوائل الشهداء في ثورة عام 1936 م وخلال معارك ضارية مع القوات البريطانية فحملت صوتك إلى كل دول العالم لتعلن للعالم أن فلسطين عربية وستبقى عربية ورفعت راية الجهاد والتضحية في سبيل الوطن وناضلت في الكلمة والبندقية وصوت الحق لم يعلموا أنك أول من غنى للثورة ولإذاعة صوت فلسطين في القاهرة ودمشق وإنك أسست فرقة الشهيد ناجي العلي للفنون الشعبية وهو ابن خالتك لكي تحيي ذكراه وكونه العاشق والمحب لفلسطين.
عفواً... أبوعرب... اسمح لي أن أقول مهما علوا وتكبروا وتجبروا وحاولوا إذلالنا لن يستطيعوا لأنهم يعرفوا أن كرامتنا جبلت من تراب الأرض التي تكونا منها في قرية الشجرة وصفورية وحطين وأم الفحم ولوبيا وكل قرية ومدينة من أرض فلسطين الغالية..
عفواً ... أبو عرب.. لقد تغير المفهوم وتغيرت الكلمات ومعها الشعارات واسم فلسطين واختصرت القضية بمعركة هنا ونصر هناك وفصيل هنا وآخر هناك وشطبنا من الخريطة السياسية وأصبحنا خارج الحلول التي يطرحها السياسيين وقادة الحروب التحريرية لقد تغيرت القيم ومستوى العلم ونوع الغناء والبكاء وأصبح تمايز بين الشهداء والجرحى والأسرى والمناطق والمواقع والقادة ومواليدهم وأصبح الكل يتمنى أن يسجل في (خانة واحدة) وأصبح يفتش عسى وعلى أن تكون أمة أو أحد أقربائها من هناك أو إحدى جيرانه أو أم جدته من هذه المدينة أو المنطقة لكي يصبح له حظوة ويكون من المقربين ويفوز بالنصر المبين ويعيش عيشة الراغدين ويصبح مسؤول ومعه تمويل وسيارة ويصرف على بيوت ويؤمن أولاده حتى لو أدركه الموت.
عفواً أبو عرب.... هذا زمن المحسوبية وليس زمن الحمية وصوت الحق والشعر والغناء الأصيل إنما هو زمن الخطاب هذا هو الأساس لو كنت في زمن عباس أو ابن فرناس قضيتنا عيبها في الأساس كل من جاء لعن ما قبله وضاع المناضل والمجاهد والمضحي وأصبح يعيش على فتات الموائد وينتظر رحمة مندوب أو شفقة من مسؤول.
عفواً أبو عرب... اسمع صوتك بعيداً عنهم ولا تقبل أن يكتموا صوت فلسطين فنحن لك من السامعين.
عفواً أبو عرب... لقد سبقتك إلى المنصة فرقة طرب وموشحات أصبح الغناء الشرعي هو الأساس فهو يمجد بالدعي والرعي والممول والمنظم والمتكلم... فما عليك إلا أن تصبر لأنك لفلسطين عاشق وكما قيل من الحب ما قتل.. نعم لقد حاولوا قتل الكلمة ولكنهم لم يستطيعوا أن يقتلوا إرادة الحق لديك لأنك تغني لفلسطين والعودة والقرية وأهلها لم يعرفوا أنك تكره التملق والتزلف وتمجيد الأشخاص والفصائل والقبائل تغني للشهيد والأسير والجريح وتغني لكل فلسطين دعهم لقد أصابتهمالفرحة واختلط الحابل بالنابل وضاعت الأصول فهل زمن الغربة سيطول .
هـــدي يـا بحر هدي ..... طولنــا فـــي غيبتنا
ودي ســلامــي ودي ... للأرض اللـــي ربتـنا
سلم لي عــا الزيتونـة ... ع أهلـــي اللي ربوني
.
بعـدا أمــــي الحنونه .... بتشمشــم بمخــدتـنا
سلـم لــم عـا بـلادي ...... تربة بيــي وأجــدادي
نعم أبوعرب سنعود إلى تربة أجدادنا وتعود لنا كرامتنا ويعود لنا حقنا فمهما طولنا المشوار راجعينلك يا ديرتنا.
عفواً...أبوعرب... ويا شعب فلسطين لقد نسوا من أنتم أنهم منتصرون.
فلنعمل معاً من أجل العودة إلى فلسطين..