من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني
الصغير كبير والكبير صغير
(على لسان الآباء والأجداد)
بحث أ . تحسين يحيى أبو عاصي – غزة – فلسطين
طلب شاب من أبيه شيخ القبيلة أن يعلمه الرجولة، فقال له: اذهب يا ولدي بين القبائل وخالط الرجال؛ لتتعلم عندهم وعلى أيديهم الرجولة، ذهب الشاب إلى القبائل واختلط بالرجال، ولكنه لم يفهم المعنى الذي قصده والده الشيخ، فالتحق بقبيلة تشتهر بقطع الطرق على المارة والقوافل التجارية، وقوافل الحج لبيت الله الحرام، كما وجدها تشتهر بكل أنواع الفساد، من قتل وتخريب وبطش وإفساد، تعلم الشاب أفعالهم، وأصبح شريكا لهم في جرائمهم، وفي عنفوان أعمال الشاب، وجبروته وإفساده في الأرض، قابله رجل من تلك القبيلة سيئة الذكر؛ فقال له: ألست أنت ابن الشيخ فلان؟
قال بلى.
قال له: إن أباك شيخ عشيرة مشهود له بالكرامة والشرف والإباء، فكيف جئت إلى هنا؟ ومن الذي سمح لك بذلك؟.
قال الشاب: أرسلني أبي لكي أتعلم الرجولة.
قال له: عُد إلى أبيك وأخبره بأن الصغير صغير وإن كبر، والكبير كبير وإن صغر.
عاد الشاب إلى مضارب عشيرته، وأخبر والده بذلك.
جمع شيخ القبيلة عشيرته وقال لهم: إن ابني هذا يريد أن يتعلم الرجولة، وقد سافر إلى القبائل، وعاش بين الناس واختلط بالرجال، وإني أريد أن أسأله سؤالا واحدا، فإن أجابني عليه خلعت عباءتي إليه، وسلّمت له أمور العشيرة بأسرها.
اجتمعت العشيرة وسأل الشيخ ابنه: ما هي الرجولة يا ولدي؟.
قال الشاب: الرجولة أن تكن قويا يهابك الناس والجيران، وأن تجمع المال والغلمان، وأن تصطاد الحيتان والغزلان.
هزَّ شيخ القبيلة رأسه، وطلب من ابنه الأصغر أن يجيب عن السؤال ذاته فسأله: ما هي الرجولة يا ولدي؟.
أجاب ابنه الأصغر قائلا: الرجولة يا أبي هي: الصبر في الرخا والبلا، وتقوى الله في العلا والخلا، وحسن الخلق مع الله والملا.
خلع والده الشيخ الحكيم عباءته على ابنه الأصغر، وأصبح من لحظتها شيخا للعشيرة.......
الصغير كبير والكبير صغير
(على لسان الآباء والأجداد)
بحث أ . تحسين يحيى أبو عاصي – غزة – فلسطين
طلب شاب من أبيه شيخ القبيلة أن يعلمه الرجولة، فقال له: اذهب يا ولدي بين القبائل وخالط الرجال؛ لتتعلم عندهم وعلى أيديهم الرجولة، ذهب الشاب إلى القبائل واختلط بالرجال، ولكنه لم يفهم المعنى الذي قصده والده الشيخ، فالتحق بقبيلة تشتهر بقطع الطرق على المارة والقوافل التجارية، وقوافل الحج لبيت الله الحرام، كما وجدها تشتهر بكل أنواع الفساد، من قتل وتخريب وبطش وإفساد، تعلم الشاب أفعالهم، وأصبح شريكا لهم في جرائمهم، وفي عنفوان أعمال الشاب، وجبروته وإفساده في الأرض، قابله رجل من تلك القبيلة سيئة الذكر؛ فقال له: ألست أنت ابن الشيخ فلان؟
قال بلى.
قال له: إن أباك شيخ عشيرة مشهود له بالكرامة والشرف والإباء، فكيف جئت إلى هنا؟ ومن الذي سمح لك بذلك؟.
قال الشاب: أرسلني أبي لكي أتعلم الرجولة.
قال له: عُد إلى أبيك وأخبره بأن الصغير صغير وإن كبر، والكبير كبير وإن صغر.
عاد الشاب إلى مضارب عشيرته، وأخبر والده بذلك.
جمع شيخ القبيلة عشيرته وقال لهم: إن ابني هذا يريد أن يتعلم الرجولة، وقد سافر إلى القبائل، وعاش بين الناس واختلط بالرجال، وإني أريد أن أسأله سؤالا واحدا، فإن أجابني عليه خلعت عباءتي إليه، وسلّمت له أمور العشيرة بأسرها.
اجتمعت العشيرة وسأل الشيخ ابنه: ما هي الرجولة يا ولدي؟.
قال الشاب: الرجولة أن تكن قويا يهابك الناس والجيران، وأن تجمع المال والغلمان، وأن تصطاد الحيتان والغزلان.
هزَّ شيخ القبيلة رأسه، وطلب من ابنه الأصغر أن يجيب عن السؤال ذاته فسأله: ما هي الرجولة يا ولدي؟.
أجاب ابنه الأصغر قائلا: الرجولة يا أبي هي: الصبر في الرخا والبلا، وتقوى الله في العلا والخلا، وحسن الخلق مع الله والملا.
خلع والده الشيخ الحكيم عباءته على ابنه الأصغر، وأصبح من لحظتها شيخا للعشيرة.......